الحسن الثاني والأمازيغية
صفحة 1 من اصل 1
الحسن الثاني والأمازيغية
" لن يتخلى البربر عن أمازيغيتهم ولن يهدأ لهم بال ما لم يُتخل عن التنكر لأمازيغية وطنهم " |
وستأخذ الأعمال التي تقوم بها هذه المنظمات منحى احتجاجيا علانية. لكن سقف مجال التعبير هذا بقي منخفضا، حيث تم في 1 مايو/ أيار 1994 اعتقال سبعة نشطاء من جمعية تيلِلِّي (الحرية) في كلميم، لتظاهرهم بلافتة مكتوبة بحروف تيفيناغ ولمطالبتهم بتعليم البربرية. ومثلوا أمام مجلس الراشدية الذي أصدرت حكما قاسيا بحقهم، ثم عفي عنهم فيما بعد.
بيد أن المسؤولين المغربيين لا يواجهون حركة اجتماعية انتقامية الطابع كتلك التي تشكلت عام 1980 عند الجار الجزائري إبان "الربيع البربري"، وعليه فسينكبون على التجاوب مع المطلب الأمازيغي في إطار مؤسساتي.
فبمناسبة الذكرى الـ41 "لثورة الملك والشعب"، يوم 20 أغسطس/ آب 1994 شرع الحسن الثاني في نوع من الانفتاح السياسي بإلقائه خطابا يمكن أن نصفه بالتاريخي، على الأقل من حيث الشكل، إذ يصرح بأن البربرية جزء من ثقافة المغرب مؤكدا مجددا أن العربية هي التي توحد المغربيين، ويحمل المستعمِر مسؤولية المحنة الهوياتية.
وقال الحسن الثاني إنه في أيامنا هذه تبين أن "اللهجات ضرورية، لماذا ضرورية؟ لأنه للأسف الغرب غزانا حتى في عقر دارنا، ففي أسرة من أصل ثلاث على الأقل تمزج العربية والفرنسية، ويتم الحديث في آن واحد باللغتين العربية والإسبانية، حتى إن اللغة أصبحت في أسرنا نوعا من الإسبرانتو الذي لا يفهمه إلا أعضاء الأسر المعنية".
إذا كان على مزيج لغوي أن يسود، وهو بالمرة أمر مستحب، فليكن مزيجا "العربية ولهجاتنا". وبالتالي فالملك يقترح تأطير "اللهجات" والنهوض بها قائلا إنه في الوقت الذي شرعنا فيه في الاشتغال والتفكير وطنيا في التعليم والتكوين الجامعي، يتعين الدعوة إلى إدخال اللهجات في البرامج التعليمية باعتبارها أسهمت إلى جانب العربية اللغة الأم التي نزل بها القرآن في صياغة تاريخ المغرب وأمجاده.
ونجد أن بداية تجسيد الالتفات إلى الأمازيغية كانت عام 1995 حين بدأ التلفزيون المغربي بث أول النشرات الإخبارية بالأمازيغية.
وبإيعاز من حسن أوريد (أحد مستشاري الملك الذي درس بالمدرسة المولوية مع الذي سيصبح عاهل المغرب فيما بعد محمد السادس)، اعترف الحسن الثاني بالأمازيغية لغة وطينة عام 1996 مع التأكيد من جديد على أن الغلبة للعربية.
بيد أن المطلب الذي تحمله الجمعيات المغربية المنضوية تحت لواء المجلس الوطني للتنسيق والقاضي بالاعتراف باللغة الأمازيغية في نفس مقام الأبعاد الأخرى للهوية المغربية، أي الإسلام واللغة العربية، لم يجد بعد تجسيدا رسميا له في الدستور.
وكان لبعض الشخصيات الدور الكبير في دفع المطلب الأمازيغي قدما. ومن أبرزها محمد شفيق -وهو شخصية بربرية قريبة من الملك ومؤلف معجم عربيبربري صدر عام 1989 وكان ذا أهمية تاريخية في المغرب- الذي سوف يزود المخزن بالدعامة الأيديولوجية التي ستساعده في التعامل مع الحركة الأمازيغية.
وقد عكف شفيق على تحرير بيان من أجل اعتراف رسمي بالأمازيغية في المغرب وفر حجة قوية من حيث المضمون لإصلاح لغوي وثقافي.
هذا "البيان البربري" الذي صدر في مارس/ آذار 2000 ستوقع عليه أكثر من 200 شخصية من مختلف الأطياف. ونجد فيه المطالبة بعدالة اجتماعية أكبر وبتمثيلية منصفة داخل الدولة وبالفصل بين الدين والدولة أيضا.
ويقول شفيق في هذا البيان "لقد غبِنت تيموزغا (أي الأمازيغية) حقها في أكثر من مجال: في عهد الاستعمار لأن مشاداتها وإياه لم تنته إلا بعد ما دحر، وفي عهد الاستقلال لأن القوى السياسية المتنكرة لها هي التي احتكرت الوسائل المادية والمعنوية الضرورية لاتخاذ القرارات".
ويطالب بضرورة الإقرار بالأمازيغية ويصر على أن البربر "لن يتخلوا عن أمازيغيتهم ولن يهداً لهم بال ما لم يُتخل عن التنكر لأمازيغية وطنهم: وسيكون من حقهم التنكر لعروبته إن استمر العناد في التنكر لبربريته". كما يطالب الموقعون على البيان أيضاً بأن يعترف بالأمازيغية لغة وطنية رسمية
amazir- مشرف
- عدد الرسائل : 13
تاريخ التسجيل : 24/03/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى